تفسير حلم السوق لابن سيرين
يقول ابن سيرين في كتابه " تفسير الأحلام الكبير" : السوق في الرؤيا يدل على المسجد أو الجامع كما يدل المسجد في المنام على السوق ، لأن كليهما فيهما ربح و أجر و كسب و ثواب .
قد يدل السوق في المنام على ميدان الحرب أو ساحة القتال التي تنتصر فيها جماعة وتخسر أخرى.
السوق في الحلم يدل على موضع فيه الثواب والأجر والكسب، مثل دور العلوم ومواسم الحج.
يستدل على معنى السوق في المنام بما يباع فيها ويشترى من بضائع وسلع ويصح هذا التأويل ما دامت السوق مجهولة بالنسبة للرائي، أي أنها غير معروفة في اليقظة.
سوق اللحوم في التأويل هي أشبه بمكان الحرب لما يسفك فيها من الدماء، وسوق الجواهر أو اللؤلؤ والذهب تشبه في التأويل حلقات الذكر، أو دور العلم (المدارس والجامعات).
سوق الصرف أو النقد (العملة) تؤول عادة بدار الحاكم أو مقره لما فيها من تصاريف الكلام والوزن أو الميزان.
يقول ابن سيرين كذلك: من رأى نفسه في سوق غير معروفة وقد فاته فيها بيع أو شراء أو بضاعة، فإن كان في يقظته في ساحة الجهاد فإن الشهادة تفوته فيولي عنها مدبرا ضعفا وخوفا، فإن كان في حج فإنه يفوت إحدى أركانه أو يبطل حجه كله، وإن كان طالبا للعلم ورأى في حلمه كأنه يدخل سوقا مجهولة وقد فاته فيها ما ينبغي تحصيله منها، فإنه في يقظته يفوت على نفسه فرص تحصيل العلم ونيل منافعه، وإن لم يكن الرائي في شيء من ذلك كله، فاتته صلاة الجماعة في المسجد.
أما الذي يرى في منامه كأنه يسرق بضاعة من السوق أثناء بيعه أو شرائه فإن كان في جهاد أو حرب أو قتال فإنه يقع في أسر العدو، وإن كان محرما في حج فإنه يصطاد أو يتمتع بأمر لم يحله الله في موسم الحج.
فإن كان الرائي عالما أو مدرسا ورأى في منامه كأنه يسرق من السوق فإنه في يقظته يخون في فتوة أو يخدع من جلس إليه يطلب المعرفة أو العلم.
أما السوق المعروف: فمن رآه عامرا برواده وبضائعه ورأى كأن حريقا ينشب فيه أو في حوانيته أو رأى كأن ريحا تهب خلاله فإن أهل السوق يحرزون منفعة وأرباح ولكن نفاقهم وزيغهم يزيد حتى لا يبقى لهم مما كسبوا أو ربحوا شيئا.
فإن رأى أهل السوق كأنهم في نوم أو سبات عميق وشاهد الحوانيت والمحلات أو المتاجر مقفلة فإن تلك السوق المعروفة لدى الرائي في يقظته، قد يسودها الكساد وتغمرها العطالة أو تحل بأهلها خسائر.
أما إذا رأى كأن السوق انتقل من مكانه إلى موضع آخر أفضل أو أحسن من موضعه المعروف ، فإن صاحب الرؤيا ينتقل من وضع إلى حال أحسن منه.
فإن رأى في حلمه تجار الفخار والقلال، قل ربحه وضعف كسبه أو أجره.
فإن رأى في السوق تجار الهريسة والمقالي، حلت بذلك السوق محنة بواسطة حريق أو فيضان أو هدم أو نحو ذلك من الكوارث.
أجمع المفسرون وعلى رأسهم ابن سيرن: أن السوق ترمز لأحوال الدنيا، واتساعها، يدل على اتساع الدنيا وسعة الكسب وهي أحيانا تدل على الاضطرابات أو الفوضى والشغب بسبب من يرتادها من العامة.
الذي يرى في منامه كأنه يتكسب من السوق أو يسكن ويعيش فيها فإنه في يقظته يرى خيرا ويصيب منفعة ويحمد في التأويل رؤية السوق نشيطة بالبيع والشراء أو تدفق السلع وسيولة المال أو النقد فهي في التأويل منافع ظاهرة وكثرة الناس أو الخلق في السوق تدل على رواج البضائع أو حسن سير الأمور في الدنيا والسوق الخاوية أو الهادئة تدل على البطالة وتعطل المسائل مثل السفر أو الزواج وما إلى ذلك من مقاصد الدنيا ومتطلباتها.
من رأى في المنام كأن المؤذن يؤذن في السوق فذلك تأويله موت رجل معروف من أهل المدينة أو المحلة.
ومن رأى في منامه كأن ميتا ينقل إلى السوق فإن الرائي ينال حاجته وإن كان في تجارة أو صفقة فإنه يصيب منها ربحا.
من رأى في المنام كأنه يقضي حاجة بشرية في السوق بمعنى التبول "حفظكم الله" فإنه يصير محتسبا أو مسؤولا عن الأسواق لأن من يرأس قوما يهونون عليه.
بهذا نكون أيها الإخوة والأخوات قد أتممنا تفسير رؤية السوق في المنام وفق مقاربة ابن سيرين. أشكر كافة المتابعين والمستخدمين لهذا الموقع وإلى لقاء قريب إن شاء الله، أتمنى لكم قضاء أوقات طيبة وسعيدة.
Comments
Post a Comment