الحصان والفرس والبغل في المنام: تفسير ابن سيرين

ورد ذكر الحصان في المنام ضمن الباب الثالث والثلاثين من كتاب تفسير الأحلام الكبير وهو مخصص للخيل والدواب وسائر البهائم والأنعام.

تفسير الحصان و الفرس لابن سيرين

الفرس والحصان في الرؤى عزة وجاه أو سلطان، فمن رأى في منامه كأنه يركب فرسا مذعنا يمشي رويدا أو على مهل فإنه يصيب سلطانا وجاها ومالا بقدر امتثال ذلك الحصان أو الفرس أو المهر.

ومن رأى في حلمه كأنه يربط حصانا أو يوثقه أو يملكه فإنه يصيب نحو ذلك من نعم الدنيا ومباهجها.

أما الذي يرى كأنه يملك حصانا لا يطيعه ولا يتبعه فإن نقصا في ماله أو مكانته يصيبه.

أما ذنب الحصان أو ذيله فيدل على أتباع الرائي وربما دل الذيل على الذنوب وكل عضو من أعضاء الحصان دال على التابعين والخدام إذا كان الرائي من أصحاب الملك أو المال.

من يرى في منامه كأنه يركب فرسا أو حصانا أو مهرا جامحا فإنه يأتي معصية أو يناله هول بقدر صعوبة الحصان ويكون تأويل الفرس حينئذ هواه الذي إليه ينصاع وبأوامره يأتمر، لأن العرب قديما تقول: فلان قد ركب هواه فجمح به ثم وقع. وإن كان الفرس عرما (أي اِشْتَدَّ وَخَرَجَ عَنِ الْحَدِّ) كان الأمر أشنع وأعظم.

لا خير في ركوب الحصان إلا إذا كان في موضعه مثل (الإسطبل)، فلا خير في ركوب الحصان وهو يسير فوق جدار أو سطح أو صومعة إلا أن يرى للحصان أو الفرس أجنحة يطير بهما بين السماء والأرض لأن ذلك يدل على شرف يناله الرائي في الدنيا والآخرة.

الحصان في المنام يدل على الشهرة وقيل في التأويل الفرس مال وسؤدد وعز بعد سفر وترحال والحصان الأشقر في الرؤى يدل على الشجن والأسى وفي بعض التفاسير الخيول الشقراء دالة على النصر والفوز لأن خيل الملائكة كانت شقراء.

يحكى أن رجلا أتى ابن سيرين فقال له: رأيت في منامي كأني أركب فرسا قوائمه من حديد فقال إن سيرين لن تموت حتى تبلغ المجد أو الرخاء. 

حكي كذلك أن علي بن عيسى الوزير قبل أن يولى الوزارة رأى في منامه كأنه يقف في ظل الشمس في الشتاء وقد ركب حصانا مع لباس حسن وأنيق فقص رؤياه تلك على أشهر المعبرين فقيل له: أما الفرس أو الحصان أو المهر أو الجواد فعز ودولة واللباس الفاخر الأنيق ولاية وعلو منصب وظل الشمس يدل على وزارة الملك أو الدولة، فتحقق له ذلك بفضل الله وعونه وصح تعبير تلك الرؤيا.

قيل في بعض التفاسير القديمة من كتب تفسير الأحلام: من رأى كأنه ركب حصانا أغر محجلا بجميع وسائله ويقصد بذلك السرج والركاب واللجام وغير ذلك من الجهاز وكان لباسه في الرؤيا من ثوب الفرسان فإنه ينال رفعة ومنزلة وعزا وثناء حسنا وعيشا كريما فيأمن الأعداء والحساد.

قيل كذلك: من ركب فرسا أو حصانا فركض به حتى ارفض عرقا فذلك هوى نفسه غالب على أمره يتبعه وهو معصية يتعب من ورائها ويصيبه إثرها الندم والأسى. لأنه قيل: العرق أثناء الركض يدل على نفقة في معصية لقول الله تعالى في محكم تنزيله من سورة الأنبياء:

لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إلى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ

الفرس لمن لمحه أو رآه بعيدا في منامه، يدل على خير وبشارة لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام:

الخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ

فإن رأى صاحب الحلم كأنه يقود فرسا فإنه ينال خدمة أو منفعة أو مصلحة من رجل شريف أو أمين.

أما الذي يرى في منامه كأنه يركب حصانا بجناحين فإنه ينال ملكا أو عظمة أو شهرة إن كان مؤهلا لذلك وإلا فإنه يصل مراده ويحقق مبتغاه.

الحصان أو الفرس الجامح في المنام يدل على رجل معتوه مستهتر في أمور دينه ودنياه.

قفز الحصان ووثوبه في المنام أو الحلم يدل على سرعة تحقيق الأماني وبلوغ المراد وهو من علامات زيادة الخيرات وهملجة الحصان أي (مشى مشية سهلة في سرعة) دالة على استواء الأمر وتحقيقه أو إنجازه.

منازعة الفرس أو الحصان من قبل الرائي دالة على خروج خادمه من طاعته إن كان صاحب ملك أو مال، فإن كان تاجرا فذلك يدل على خروج الشريك عليه فإن كان من عامة أو عرض الناس فإنه يخشى على نفسه من عقوق الأبناء أو نحو ذلك.

أما قلادة الحصان فدالة على ظفر العدو براكبه أو صاحبه، وقيل في التأويل إن ذنب الحصان أو ذيله يرمز إلى نسل الرجل وعقبه، وقيل كذلك: من رأى في منامه كأن الخيل والفرسان يطيرون وقع في ذلك الموضع فتنة أو حرب.

الفرس المائي أو ما يعرف بفرس النهر أو البحر، هو في المنام رجل كاذب أو عمل ينوي صاحبه أن يقوم به فلا يتم أو لا يستقيم لأن فيه زيف أو بهتان.

الرمكة (فَرَسُ البرذون تُتخَذُ للنسل) في التأويل: جارية أو امرأة حرة شريفة.

البغل في المنام: تفسير الشيخ الجليل محمد ابن سيرين 

أما البغل في الرؤى فهو رجل لا حسب له ولا نسب وربما دل على العبد أو الخادم المطيع وفي بعض التفاسير يدل البغل في المنام على الرجل القوي الشديد وفي أحلام المتزوجات من النساء، البغل يدل على الزوج المطيع أو العائل أو الصالح.

البغل في تعبير الرؤيا وتفسير المنام، يدل على رجال السفر وأصحاب الرحالات واللذين يكابدون ويكدون في كسب عيشهم أو قوت يومهم كما يدل البغل في المنام على العامل والمزارع وصاحب الأعمال الشاقة والمضنية.

من ركب البغل في منامه فإنه يسافر لأن البغال تعد من دواب السفر، فإن كان للرائي عدوا ماكرا أو خبيثا ورأى في حلمه كأنه يركب البغل فإنه يظفر بعدوه أو يقهره.

يدل ركوب البغل في المنام على طول العمر كما يدل البغل على المرأة العاقر.

البغلة بسرجها ولجامها وركابها دالة على المرأة الحسناء المؤدبة أو التقية المتدينة ولعلها تكون عاقرا أو لا يعيش لها ولد (الله أعلم).

البغلة الشهباء في تفسير الأحلام تدل على المرأة أو الزوجة الجميلة، والبغلة الخضراء امرأة صالحة طويلة العمر، والبغلة بالإكاف (بالبَرْذَعة) والبرذعة تدل على السفر أو الرحيل أو التنقل ومن رأى في منامه كأنه يركب بغلة ليست له فإنه يرتكب إثما عظيما أو يعتدي على حرمة غيره. ويكره في التأويل أن يرى الرجل في منامه كأنه يركب البغلة مقلوبا.

أما الذي يرى في منامه كأن البغال أو الخيول أو الدواب تكلمه فإنه يأتي أمرا فيه خيرا فيعجب له الناس أو يستحسنونه.

أما الذي يرى في منامه كأن في بيته بغلة تلد فذلك تأويله رجاء يتحقق وربما دلت الرؤيا على زيادة في المال دون سواه لأن المعروف أن البغلة لا تلد فيجري التأويل على الرزق.

أما الذي يرى في منامه كأن له بغلة يركبها فكانت محملة بالأثقال والخيرات فإنه يصب مالا أو منزلة رفيعة بعد زواج أو سفر.

البغلة السوداء في الرؤى والمنام دالة على المرأة العاقر ولكنها ذات مال ونسب.